مصنف هذا الكتاب هو محمد بنت المغيرة البخاري، أبو عبد الله: حبر الإسلام والحافظ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، صاحب "الجامع الصحيح" المعروف بصحيح البخاري، والتاريخ أجزاء منه، والضعفاء في رجال الحديث، وخلق أفعال العباد، والأدب المفرد. ولد في بخارى، ونشأ يتيماً، وقام برحلة طويلة سنة 210 في طلب الحديث، فزار خراسان والعراق ومصر والشام، وسمع من نجد ألف شيخ، وجمع نحو ست مئة ألف حديث اختار منها في صحيحه ما وثق برواته. وهو أول من وضع في الإسلام كتاباً على هذا النحو.

وأقام في بخارى، فتعصب عليه جماعة ورموه بالتهم، فأخرج إلى "فرتنك" من قرى سمرقند فمات فيها مخلفاً وراءه كماً من المصنفات في علوم الحديث والتاريخ وغيرهما.

وبين يدينا في هذا المجلد كتابان يعدان من أهم كتبه، الأول "التاريخ الأوسط" وهو كتاب مهم في الحديث، ضمنه المصنف أجزاء من كتابه صحيح البخاري، أما الثاني فهو كتاب "الضعفاء الصغير" وقد ألفه البخاري عن الرجال، وكان منهجه واضحاً إذ أنه ابتعد فيه عن الإطالة وكثرة الأخبار، وقد كانت ترجمته خدمة الحديث، ليقوي سنداً أو يضعفه، أو ليدفع المحدث لتحمل مسؤولية البحث والنظر، وإذا تيسر أن يسوق الحكم عن الرجل رواية دفعها في صدق وأمانة، بل إنه كثيراً ما يكون الراوي ضعيفاً فيكتفي بقوله: فيه نظر.