يعد تاريخ اليعقوبي من أهم المصادر التاريخية الذي مثل معين الدارسين والباحثين في الشؤون الإسلامية والتاريخية، ففيه أرّخ اليعقوبي لأهم الأحداث التي رافقت الإنسان منذ نزول آدم عليه السلام إلى الأرض مروراً بولادة هابيل وقابيل وحادثة قتل قابيل لهابيل، ومن ثم تعاقب ذريته على إعمار الأرض، حيث يذكر اليعقوبي اسم كل ولد وأبنائه مع تحديد المستخلفين على هذه الأرض وأهم الحوادث التي مرت بهم ليصل إلى نوح عليه السلام وقصته مع قومه. وهكذا يسرد قصص جميع الأنبياء. وقد ضمن تاريخه سير ملوك السريان والموصل واليونان والرومان والصين ومصر والبربر الأفارقة والحبشة والسودان والبجة واليمن والشام، وليتحدث عن حرب كنده وعن أديان العرب ومكانهم وأزلامهم وشعرائهم وأسواقهم، منهياً بذلك الجزء الأول من تاريخه منتقلاً إلى الجزء الثاني الذي كان للتاريخ الإسلامي مع ولادة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عارضاً لسيرته ولدعوته ولغزواته ساردا بعد ذلك لأسماء زوجات النبي وأولاده وكتابه وكل ما يتعلق به متنقلاً بعد ذلك للتأريخ لفترتي الحكم الأموي والعباسي عارضاً لأسماء الخلفاء وأيامهم وأهم الأحداث التي ارتبطت بكل واحد منهم.